جنوبية عضو ناشط
عدد الرسائل : 11 رقم العضوية : 2 الرتب : تاريخ التسجيل : 19/01/2009
| موضوع: شكرا على الخذلان 2009-02-12, 4:19 pm | |
| شُكراً على الخُذلان
(إلى الذينَ في عِزِّ احتياجي لَهم..تَركوني)
....
في داخلي أنثى
تشعر بالألم
تشعر بالإحباط
تشعرُ بالانكسار
فلا شيء حَولي يدعو إلى التفاؤل
الحَياة..؟!
ماذا أريدُ من حياةٍ لا أحدَ فيها يستحق
لا شيءَ فيها يستحق
كُلُّها على بعضها لا تستحق..
كانت مشاعري مِثلي تماماً
بريئة..نقية..صادقة
اشتدَّ عُودُها
وَ كبُرت الطفلة التي تَسكُنني
فمَنحتهم كُل ما أملك
مَنحت كُل مَن حولي حتى ما لا أستطيعْ
كُنت لَهم كحائِط المَبكى
الذي يستندونَ إليه
وقتَ احتياجهم له
فيبكونَه
الأمان ..الذي فقدوه عِند غيري
الحنان..الذي لم يجدوه معَ غيري
الثقة ..التي شوَّه لهم معالمها غيري
وأنــا...؟!
لماذا أغلقتم قلوبكم في وجهي
استكثرتمْ علي
الشعور بالأمان و الثقة
لديكم
وأنا التي كُنتُ ذات يوم ..محطة سريَّة
لجأتم إليها فاحتضنت ضعفكم ؟!
ليحترق العَالم كُله
فلا الدُنيا
ولا مَن يسكُنها يوازي شُعوري بالألم
حينَ يستصغرني
من كان في قلبِي ..كبيرا
؟!
أعترفُ لكم
أن أقسى أنواع العذاب
هو أن تضيقَ بكَ الدُنيا
حينَ تمدُّ يدكَ في عُتمة الليل
إلى هاتفك
باحثاً
عمن يُهديء ارتعاشة قلبك
تُدير أرقام
تُرسل رسائِل
( ولا أحدَ يرُد..)
وَأنتَ الذي كُنت تظنُ أن هذا الحاضر في قلبكَ
لن يغيبَ عن سماء عمرك
أو تمرُّ عليه رياح التغيير
فلم يتبقَّى لكَ منه
سوى أنقاض ظِلٌ مُنطفيء
لا يستحق
!!
في داخلي أشياءَ كثيرة تُبكيني
تُبكيني غَزة
مآذن القُدس
شواطئُ حَيفا
جراح الزيتون
دمُّ أبناء فلسطينَ المَهدور
وَرائحة المَوت التي تَختبئ بينَ
جُدران منازلها العَتيقة
!!
تُبكيني نَفسي
وليسَ أصعبُ عَلى المَرءِ
مِن البُكاءِ على انكسارِ نَفسه
لمْ يكُن يُخّيَّل إليَّ أبداً
أن كَمَّ هذا الحُزن سيقضي
على مَلامح الفَرح داخلي بهذه الصُورة
وأنا – لمن لا يعرفني – فتاةٌ قوية جداً
لكنَّ الأمرُ ..مُرْ
أكبرُّ مِن قُدرتي على التحمُّل بكثير
ألمْ الخُذلانِ..مُرْ
وَ هُناكَ ميراثٌ مِن بقاياه ما زالَ بداخلي
أحَمله لكُل أولئِكَ الذينَ
لمْ أبخلْ عليهم بشيء
وَ مع ذلك ..
لم أجنِ من ورائهم سوى
الألم
أنا لم أكُن لأنتظرُ منهم مُقابل
لا حمداً..ولا جزاءاً..ولا شكورا
أنا فقطُ كُنت أحلمُ بقلبٍ يحتويني
حينَ ألجأُ إليه
؟!
يقولُ لي كُل مَن حَولي
أنَّ هذا الزَمن ليس زَماني
فأنا أنتمي إلى جِيل
( فاتن حمامه ..عُمر الشريف..أحمد رَمزي)
القامات التي جسَّدت مَعنى الحُب الحقيقي في أيَّامها
أنا أعشقُ الأبيض و الأسود
وأفلامُ الأبيض و الأسود
وَأتمنى حقاً لو أني وُلدتُ في أيام الأبيض و الأسود
فهذه الأيام هي التي غرست بداخلي مَفهوم الحُب
الحُب باختصارٍ شديد
( عَطاء..تضحية..إخلاص)
وَ مساحةٌ كبــــــــــــــــــــــيرة بينهما مِن المَودةِ وَ الرَحمة
فلماذا أعيشُ في عالمٍ
اكتسى الحُب فيه
عِدة ألوان
لا أوَّل لها ولا آخر..
؟!
لمَ أنا حزينة
ماذا أتوقَّع مِن أناسٍ ينظرونَ إلى الحُب على إنه
رجلٌ و امرأة ..وأشياء
أترفَّع عن كتابتها
إلا الخُذلان
؟!
دعوني أعترفُ لكم علناً
أني تعبتُ من البحث حَتى لحظة كتابة هذا المقال
عن إنسانٍ أضعُ فيه كَاااامل ثقتي
فلمْ أجدْ
كُل الذينَ كُنت أثقُ فيهم
خذلوني
!!
إليه حيثمااااا كااااان
كُلهم تَركوني
حَتى أنتَ تَخليتَ عني
تُرى ..هل بقي فوقَ وَجه هذه الأرض
حُزنٌ ..لم يصلني بَعد
!!
بألمي
د/يسرية آل جميل
دُكتوراه الفلسفة في التربية و تكنولوجيا التعليمْ
| |
|
أسماء المديرة العامة
عدد الرسائل : 150 رقم العضوية : 1 الاوسمة : اعلام الدول : الرتب : تاريخ التسجيل : 22/12/2008
| |